قصيدة حلم بقلم الشاعر ابن يافا فادي لبيب عرفه

1 h
هذه القصيدة كتبتها واصفاً حلماً بحوريّةٍ اسمها نور :
يَداها مِثْلُ وَمْضَةِ أرْجُوانِ
وَعَيْناها كَقُبْلَةِ للجُمانِ
وُلِيْ قَلْبٌ ، وَقَدْ شابا وَذابا
على امْرَأَةٍ تَقودُ بِلا عِنانِ
فَتَأْمُرُ جِنَّ قنديل القوافي
أنِ اسْتَخْرِج لَآلِئَ مِنْ لِساني
قَريني هابَ سلطان الغواني
فصار الشِّعْرُ يَقْطُرُ مِنْ لِساني
فيا نورَ السَّلامِ بأرضِ قُدْسٍ
أَلَمْ تَرِ أنَّ وجداني يُعاني
مِنَ القَفْرِ المَهيبِ بأرضِ شامٍ
وقد خُزِنَ الجمال بِكَفِّ جانِ
فَلَمّا أرْخَ راحَتَهُ رَأَيْتُ
حِساناً قد وَقَفْنَ بلا أوانِ
ولو جُمِعَتْ لُغاتُ الكَوْنِ شِعْراً
لَضاقَ الشِّعْرُ عن وصف الحِسانِ
يَقُلْنَ ارجُحْ قريحَتَكَ الضَّروسِ
بشيطانٍ يكون بِتُرْجُمانِ
يُتَرْجِمُ قُبْلَ نورٍ ليْ بشعرٍ
وغزْلٍ قد أضاء له كياني
فَلمّا أبْصَرَ القَلْبَ المُصابا
وأصغى للصَّوارخِ في جناني
تَسائَلَ هلْ جِنانُكَ مَحْضُ وَكْرٍ
وصحرا مَزْبَرانِيٍّ صلاني
فقلتُ لَهُ أنِ اسْتَكْمِلْ خُطاكَ
لِمَخْلوقٍ بِرَمْشَتِهِ كَواني
فَصاْرَ وَقَدْ رأى الشَّيْطانُ نوراً
مُذابَ القلبِ واليدِ واللسانِ
وقدْ خَرَقَتْ بِسَهْمٍ نورُ قلْبي
كَخَرْقِ الهِنْدِ في اليَلَبِ اليَماني
فكانَ القلبُ مُسْتَعِراً وصارَ
كَبُرْكانٍ تَفَجَّرَ مِنْ ثَواني
ولولا الشِّعْرُ مُخْمِدُ نارَ قلبي
لكانَ القلبُ مِنْ وَجَعٍ هَجاني
وَلَوْ فَتَحَتْ بصيفٍ نورُ فاها
لهبَّت منه نَسَماتُ المَعاني
بَياضُ الثَّغْرِ أعمى لي عُيوني
وَقَوْلُ الشِّعْرِ أبْكَمَ ليْ لِساني
وَعَيْناها كَعَيْنِ الرِّئمِ حَوْرٌ
تُنيرُ البَرْقَ من وَمْضٍ عَماني
وإنْ غَمَزَتْ تُسَلُّ الحُسْمُ مِنْها
فَتَجْعَلُ قَلْبَيا غِمْدَ السِّنانِ
فَلَوْ مالَتْ بِعَيْنٍ ٍ نورُ ، مالَتْ
لها شمسٌ إلى نَفْسِ المَكانِ
بِأَنْمَلَةٍ تُلامِسُ نورُ شِعْري
كَحَفِّ القَوْسِ في وَتَرِ الكَمانِ