بقلم نور الدين عالب

ماذا لو اجتمعا عليك اثنين ممن كنت تخالهما من اعز أصدقائك، وكنت بالامس تعهد لهما أجمل القرب والمؤانسة؟
ماذا لو اكتشفت ممن اختصيتهم ضمن دفتر قلبك في صفحاته الاولى
‏‎  

هناك من يغرز ظفره في لحمه، تخيل لو ابصرته من اعز خلانك؟
فكما قالت لي جدتي: "اللسعة من الجحر الذي هو اقرب منك، فلا تبتعد بفكرك بعيدا"
‏‎  
اذن، اعتقد ان ذلك سيمنحك دافعا لان تجيب على ابتلاء واختبار ربك الكريم على أنك عبد محسن وصبور متى ما لم ترد الظلم بالظلم، ويقول في مقام هذا المولى عز وجل في محكم تنزيله: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34))-فصلت-
ولو تعلق الامر بالاحسان، فلا تنتظر بعد احسانك ان يقال لك: شكرا، فما تفعله او ستفعله لوجه الله تعالى خالصة، ورب توبة ورب هداية ورب منعطف طيب كان بسبب مثل هذا الخلق، والله المستعان، فقط احتسب ولا تظمر في كنهك ما يغضب الله تعالى، فهذا لا يعدو كونه ابتلاء من الله، ولا تنسى انه منحة من رب رحيم، في الوقت الذي يخاله البعض محنة، ونجد في هذه المناسبة الامام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه يقول:
"لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم".


فالحمد لله على كل حال، وصل رب وسلم على الحبيب المصطفى.
بقلم الطالب: نور الدين عالب.  



‏‎