تعديل الخاطرة الموسومة بعنوان: دمعة اشتياق

كنت سأملأ الصحاري دمعًا
لو لا جادت الغمامات عليَّ بالمطر
g
وشكت قتل نفسي بالأسى
من شدة الضنكـاء والضجـر
مذ فراقكِ والبال مشغول
لغيركِ عيني ما أطَالت لنَظَــرِ
أم تجهلين يا حسناءُ أنكِ وحبكِ الظالم ضربا من الخطرِ
فالقمر بقُربِكِ جمالٌ واليوم أين جماله من ذلك القمــر؟
استَمَع لحديثي الحجر فانكسر
مالي لقلبَكِ آآآآه أقسى من الحجر
عيناكِ قالت: أننا لن نفترقا
فلِمَ اليوم تغيركِ دنيا من البشر؟
فاضت لوعة الحب مدمعي
اغرقت رسائل الفراق والهجر
قسمتُ بعدها سأبقى أحِبكِ لو فاضت دمعي عنكِ كالبحر
ما رسولٌ منكِ حتى يبلغنا ويلي عليكِ مادهاكِ للكبْــر
فالجسم سقيم لا صلاح به ما قادرٌ بقدركِ على الصبر
ما أعجب نفسي تحبكِ قاتلتي
أم ان حبكِ شيئ من القدر؟؟
ترضى سيول الهمّ والجفا وتأبى نفسي عن الحُسن والبَهر
سامتها لأنهــا كرهت كـلاً جمال حياة البيــد والحضــر
عيناكِ قالت: أننا لن نفترقا
فما اليوم تغيركِ دنيا من البشر؟
ناجيتُ أمي أن تحكِ قصةً
كما فعلت أيامــا في الصغــر
راحت تحكِ عن الغُول بزمنٍ
فاقت طبائع الغول على البشر
أبكتني حقا، كسرت داخلي
حكايات عن الفراق والهجـــر
أذكرتِني حبيبًا لي هجرني
مضى في دروب البعد والسفر
أهالني انه تاجر صُحبتي
قد بلاني في النفس والصـدر
طيفُكِ الحزين قطٌّ لا يبارحني
كانه أنتِ لولا فطنَةُ البصَر
أشُمُّ نفسكِ في نفسي حينما
يترآء عيني وجْهُكِ البهر
عيناكِ قالت: اننا لن نتفارقا
فلم اليوم تغيركي دنيا من البشر؟
مال بيَّ الشوق لأُرافقكِ برهة أو حينًا من الدهر
ننسى السنين خلفنا وبشاعة العُمر
ونركض بين المروج والشجر
حتى ينال التعب أجسامنا
فأنام على ردْفِ ثوبكِ العطِــر
لآخذَ من عيناكِ قُبُلا ** تفوق حرارتها حرَّة الجمــر
فالليل لَيلُكِ كلَه جارحتي
والقلب محسورَ الحزن والعَبر
قد تعجبين من جسم كأنه
من حرمة الزمان كالقفر
عيناكِ قالت: اننا لن نتفارقا
فلم اليوم تغيركِ دنيا من البشر؟
لامني فيكِ صحبي وقالوا:
مالك ولِتلك وحُبُّها الوعر؟؟
أنظر لحالكَ بعدما كنت
وجسمك النحيل من شدة الضّرر
قلت: لا تلوم اسير الهوى
والسجن سجن الطهر والعذر
سياتي غدا يومٌ يجمعنا
يوقض عبائق الورد والزهــر
يلامس نسائم الصبح جماله
يملئ الدنيا نداه كالدُّرر
إن الحياة جميلة إذْ نجاملها
والجمال جمال الخلق والذكر
لا تأمل أياما لستَ تدركها
والهول وهول الموت والقبر
عدْ سعيدا ولو عادَتكَ عاديها
فالحياة أخت القل والقصر.
بقلم: نور الدين عالب.