من روائع القصص القصيرة الحوارية بقلم: الكاتب السياسي احمد لعروسي رويبات

3 h
من روائع القصص القصيرة الحوارية
بقلم: الكاتب السياسي احمد لعروسي رويبات
مونولوغ: في باب منطق خطب الحديث الموصوف
في سجال بين السياسي والصحفي تمنيت لو استمر طويلا سألني صحفيا يحسب نفسه محسوبا في قائمة الفاهمين لمعاني الحديث تلميحا وتصريحا .
قائلا: ايها السياسي الشطط ، سمعنا عنك كلاما تنطيطا مليحا يفيد نغم الغواني ورقص الكواعب هلآّ شرحت لنا كلمة "عجوف " قلت في نفسي مالي وهذا التنطط الموصوف من صحفي خلوف ثم قلت وفي نفسي غصة بعد أن دعوت الله " اللهم يسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" أمّا تعلم ايها الصحفي ألفهيم الخلوف أن كلمة عجوف اسم موصوف وهو مصدر للفعل الثلاثي عجف، ويقصد منها المعنى صبور فيقال عجف نفسه عن الطعام أي حبس نفسه عن الطعام وهو مشته له ليؤثر به مؤاكله، وتستعمل هذه الكلمة كثيرا للدلالة البلاغية في حبس النفس عن الكلام وهي في حاجة ماسة إليه درءا لإثارة الفتنة وجلبا للمنفعة، مثل موقفي هذا معكم ، ثمّ أيها الصحفي الخلوف ، أما علمت أن اغلب البشر مثلكم من الصحفيين ليس لهم نيوف يبحثون الرزق في فسق الكلام الموقوف وشطط الحديث المقصوف، يزهقون أرواحا تحت سنام السيوف لا يراعون فواصل الحدود ولا قيم القيود في الحلال والحرام ، و لحسن الحضّ ياسيدي ألفهيم رأي فيكم و وجدت منكم صحفيون نعرف بعضا منهم رجالا ونساءا مناضلون ومناضلات وقوف، لا تلهيهم تجارة الهوى ولا بيع الرغيف ولا شري المعروف، فهم لكلمة الحق ثابتون وقوف ناصرون من غير وهن ولا عزوف ، لا يبالون بلومة لائم إن كانت من شخص مجهول أو شخص معروف، فالمهنة عندهم شيء مقدس بابه معروف ، والجيب عندهم نظوف ، والرزق عندهم مقدّر موصوف عند صاحب الجلالة ، فحسبهم الله الناصوف ، ألا اللهم فاشهد اني قد بلغت رسالتي هذه للصحفي الموصوف يحسب نفسه فهيما وهو بدرجة خلوف.